الثلاثاء، 13 ديسمبر 2011

طريق الغروب (4) - القلب الفضى ! تأليف : رامى الجنزورى


كانت تقف فى المكان المعتاد أن يتقابلوا فية .. و ما أن رأها حتى تعجب و أبتسم بدهشة و أخذ ينظر لها غير مصدق أنها هى بنظرتها البريئة و عيناها التى يملائها الشوق و الحنية , و ما ان أقترب منها حتى نظر لها فى صمت يملئة الكلام لمدة ثوانى ... بينما هى تنظر فى عينة بشوق الى الكلام الذى تقرأة من نظراتة , و ما أن طالت المدة حتى و جهت عيناها فى جهة أخرى خجلا ثم كسرت الصمت بسؤال هز روحة و كيانة :
- إزيك يا رامز؟

حاول أن يهدئ من روعة و لكن لم يتمكن من الكلام ... فقط مد يدة لها بالسلام , خجلها جعلها تتردد و لكن شوقها جعلها تضم يدها فى يدة و تشاركوا أحساس واحد بالشوق و نشوة اللقاء بعد فراق.
لم يتمكن رامز من أن يبدأ كلامة سوى : - يااااااا

أبتسمت و أغمضت عيناها لمدة ثانية و نصف لتتمكن من السيطرة على المشاعر المختلطة بداخلها .... كم كان يعشق رامز هذة الحركة فقال و الأبتسامة ما زالت على وجهة:
- لسة زى ما انتى يا نور

و كانت دقائق تحمل الكثير من الكلام فى صمت , بينما هم يسيرون فى نفس الطريق الذين أعتادوا أن يسيروا فية ... شعرت برعشة يدة الخفيفة عندما نظر لها و وجد شفق الغروب الهادئ ينعكس على وجهها و هى تقول:
- هدية مقبولة منك
رد بإبتسامة الفرح : - كان نفسى أشوفك اليوم دة و أنا أديكى عمرى كلة ولا يغلى عليكى.
- هديتك وصلتنى و بجد جميلة أوى

بإبتسامة تعجب : - وصلتك إزاى ؟!! ... أنا معرفتش أوصلك!
فتحت كفها الأخر الذى يحمل (ميدالية) فضية على شكل قلب .... تعجب رامز :
- بس الميدالية دى اللى أنتى أهدتينى بيها .. الحاجة الوحيدة اللى من ريحتك .. وصلتلك إزاى؟!

ضحكت نورا بكل برأة على دهشة رامز ... و رامز لا يزال يحاول أن يدرك الأمر ... و لكن تحولت ملامحة الى الجدية و توقف عن سيرة و توقفت نورة أيضا متعجبة : - فى إية؟!

أشار رامز بالسبابة أمامة : - تعرفى الراجل دة؟!!!!
نظرت نورا أتجاة سبابة رامز لتجدة الرجل طويل القامة .. عريض المنكبين بلحيتة البيضاء الكثيفة و جلبابة الأبيض .... و ما كان رد فعل نورا سوى قلق و دهشة تملكتها للنخاع و هى تقول :
- أنت تعرفة منين؟!!.... أستنى ... متقولش إن إنت اللى كنت موجود ...
أكمل لها رامز الكلام بإبتسامة متوترة : - فى الملاهى؟!

أقبل الرجل عليهم وهو يبتسم و يقول بمزاح :
- أنت ماسك إيدها كدة إزاى؟! ... أنت ناسى إنها متجوزة يا أخينا؟!

تشاركوا نورا و رامز أحاسيس مختلطة لا أسم لها جعلتهم ينظرون الى بعض ثم أعادوا نظرهم الى الرجل مرة أخرى .. و هنا سأل رامز: - أنت مين يا حاج؟!

أجاب الرجل بأسلوبة الطريف وهو يصطنع الخشونة بملامحة و صوتة : - أنا جوزها يا ولد!
لم يتمكن رامز من أتخاذ أى رد فعل سوى الصمت و شعر بتوتر نورا التى زادت ضربات قلبها.

ضحك الرجل و قال : - مالكم خايفين كدة لية؟... ميخافش إلا اللى بيعمل حاجة غلط !
رامز بإنفعال : و مين اللى قالك إنى خايف منك ... إن كنت جن ولا إنس ... أنت عايز مننا إية؟!!

أبتسم الشيخ بملامح طيبة كالأب الحنون و وجة نظرة الى نورا متسائل:
- وصلتك هديتك؟!
أجابت نورا بحركة رأسها فى صمت و قلق .
زادت أبتسامتة و قال بلين : - كل سنة و أنتى طيبة يا نورا ..... مش عايزك تقلق يا رامز!
- أقلق من إية؟
- على هديتك .. لأنها وصلت!
- إنت تقصد إية؟
إبتسم الشيخ فى ثقة : - هتعرف لما ..... تصحى!

تردد صدى هذة الجملة فى أذن رامز و تحول العالم حولة الى ظلام دامس .. و فى لحظة فتح رامز عينة ليجد نفسة فى فراشة و قلبة يتزايد دقاتة و يتنفس بسرعة و كأنة كان فى سباق ركض.

كان الظلام مازال .. و سمع صوت أذان الفجر يتردد فى كل مكان , قام مسرعا و أضاء غرفتة
و أخذ يفحص ملابسة بحثا عن (ميدالية القلب الفضى) حيث كان يضعها فى قميصة الذى كان يقابل بة نورا .. و لكن ....... لم يجدها!

بدأ يبحث كالمجنون فى كل غرفتة وفى كل ركن فيها و لكن .. دون جدوى ... و ما أن يأس حتى وقف فى منتصف غرفتة و يتسأل بصوت مسموع و يردد :
- معناة إية الكلام دة؟! ... معناة إية الكلام دة؟!!

0 التعليقات:

إرسال تعليق