الثلاثاء، 13 ديسمبر 2011

طريق الغروب (2) - هذا يومها ! تأليف : رامى الجنزورى


توقف عن الكتابة!
سقط القلم من يدة و وضع يدة على رأسة عندما تذكر هول هذا الموقف ... عندما تذكر نظرتها لة فى صمت شعر أن مدتة زمان طويل رغم أنها ثوانى ... نظرات تحمل التوتر و المفاجأة و الشوق و الحنين و الفرح و البرأة و ... و ... و... و أحاسيس مختلطة لم يقابل هذة النظرات منة إلا مثلها و لكن ... كان غير قادر على أن يتكلم أو يبدى أى رد فعل حتى لا يلفت نظر زوجها الجالس فى المنضدة الخلفية لة!!

تذكر هذة اللحظات و قطرات دمعة من عينة سقطت على إسم (نورا) المكتوب على الورقة , كان لا يعلم لماذا يدون هذة الأحداث و لمن يدونها .. لا يعلم وتوقف تفكيرة فى هذة اللحظة .. فقد أشتد الصراع الداخلى بين الرضا بالقضاء و القدر و بين أمنيتة و نفسة و حياتة التى و جدها فى (نورا).

مازال لا يعلم هل ما حدث فى تلك الليلة حقيقى أم وهم؟!
هل حقا كان هناك مكتب و صاحبة الرجل ذات اللحية البيضاء و رأى كل هذة الأحداث و فقد الوعى .. ليعود الى وعية و لم يجد للمكتب أثر؟! ... هل حقا كانت (نورا) و زوجها فى المنضدة الخلفية و كانت تبكى؟!!
لم ينكر أنة تعلم درس كبير من هذا الموقف الغريب و لكن ما زال إحساس (نورا) بداخلة عندما كان فى مكتب (الرجل صاحب اللحية) و تحدث و وجد صوتة و شكلة تحول الى (نورا) و مازال يشعر كم كانت تحبة و تشتاق إلية و أنها فى أوقات تتمنى أن تكون معة .. و لكن فى الأغلبية كانت ترضى بما قدرة الله و بالنصيب ... كل هذة المشاعر مازالت داخلة و كانت تزيد تعلقة (بنورا) لأنها تؤكد أنة مازال لة مكان فى قلبها.

لم يقطع هذة الأفكار و أحاسيسها سوى صوت رسالة تذكير فى (هاتفة) تعرض على الشاشة التاريخ (27/7/2011) الساعة 10 صباحا .... مناسبة الرسالة : عيد ميلاد نور الحياة!
شعر باللوم على نفسة كيف ينسى هذا اليوم .. و لكن ربما لأن كل الأيام أصبحت مثل بعضها لم يعد يشعر بالفرق!
خرج من غرفتة و كان يرتدى ثيابة الذى لم يرتدية إلا فى عهد (نورا) و بعدها هجرة ... فكلما رأة تذكر تلك الأيام التى كانت تجمعهم .. و لكن هذا يومها!!

أنطلق مسرعا الى المكان الذى كان ينتظر فية نورة و يتأمل كل طريق سارت فية لتأتى إلية و تقابلة بعيونها البريئة الفرحة بلقائة ... شعر برغبة شديدة أن يسير على كل أرض خطت عليها قدمها ليشعر بها .. و أخذ يسير و يسير و زادت سرعتة رويدا رويدا و فى كل نسمة هواء عطرها و فى أذنة صوتها و فى كل مكان طيفها لم يدرى أن سرعتة زادت حتى أنة أصبح يركض بكل قوتة ... لم يبالى أعين الناس المتعجبة ... و لم يوقفة سوى إدراكة أنة أصبح أمام بيتها ... أو الذى كان بيتها قبل أن تذهب الى بيت زوجها ... وقف يتنفس بكل قوتة وهو يراها فى كل مكان يحيطة ... كان فى عالم أخر لم يعيدة الى الواقع سوى سؤال الرجل الذى كان يقف خلفة :
- فى حاجة يا أستاذ؟!!
- نعم!
- بتسأل على حد هنا؟
لم يدرى ماذا يقول سوى الصمت لمدة ثوانى و مازال الرجل متعجب منتظر أى رد.
بينما رامز فى حالة لا مبلاة و قلة حيلة لم يشعر بها من قبل , و عينة تذهب الى كل أتجاة .. و أتسعت فجأة عندما سقطت على (ناهد) أخت نورا خلف الرجل و كانت لم تلاحظ وجودة بعد ... فتجاهل أمر الرجل و لا إرادى بحركة سريعة متوترة ركض بعيد بينما الرجل سكن فى وضعة صامت متعجب و لفت نظرة شئ يلمع على الأرض مكان رامز!!
- فى إية يا عم محمد؟!
تسألت ناهد متعجبة و يبدو أنها كانت غير منتبهة الى ما يحدث فى الثوانى السابقة.



0 التعليقات:

إرسال تعليق